دور وسائل الإعلام في معالجة قضايا المرأة

من هي المرأة ؟ وهل تستحق التركيز والاهتمام من قبل وسائل الاعلام لمعالجة قضاياها ،
بلاشك ان المرأة تستحق ان يشاد بها وان يهتم بها ويركز على معالجة القضايا الخاصة بها ،فهي ذلك المخلوق والانسان اللطيف المتسبب في قوام الحياه والمحافظة على النوع الانساني من الانقراض ، قال سبحانه: ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا .
والقائل سبحانه :وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ،،
تحظى المرأة في ديننا الاسلامي بمكانة عالية جدا ،فهي الام وهي الاخت وهي الزوجة وهي البنت 
قال صلى الله عليه وسلم بشأن الأم ،،الجنة تحت أقدام الامهات ،،
وقال ،، أمك ثم أمك ثم أمك،
وقال ص بشأن الزوجة ،،عليكم بالنساء فإنهن عوان عندكم ،،أي اسيرات .
وقال ايضا : خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لأهلي ،،
وبشأن الأخت قال ص :إنما النساء شقائق الرجال ،،
نستشهد من كلام الله وكلام رسوله قيمة المرأة ومنزلتها الرفيعة في منظور هذا الدين ،
وفي منظور المجتمع وحياتها الاجتماعية تعتبر المرأة لبنات بناء جدار المجتمع ومشيدة أركانه ،فهي نصف المجتمع ،بل المجتمع لما تملك من مفاعيل وقدرات في تغيير موازين ومعادلات الصلاح والتربية والتنشئة الاجتماعية وغرس بذور المحبة والتعاون والتنمية والسؤدد والارتقاء 
اذا علمت رجلا  علمت فردا واذا علمت مرأة علمت مجتمع ،، ولو كانت المرأة غير متعلمة مثلا كان لذلك تاثير على تنشئة الاطفال قال الشاعرأحمد شوقي : اذا النساء نشأن في أمية 
رضع الفطيم جهالة وخمولا 
وقال المتنبي في وصف أم سيف الدولة الحمداني :
ولو كان النساء كمن فقدنا ...لفضلن النساء على الرجال 
فما التأنيث لاسم الشمس عيب 
ولا التذكير فخر للهلالي 
وقال شاعر أخر مبينا أهمية المرأة الى جانب الرجل :
ولو أني سكنت الخلد فردا (بدون المرأة)
لما أحببت في الخلد انفرادا 
فلاهطلت عليا ولا بأرضي سحائب خير من دون الصبايا ،
وقال شاعر واصفا وقوف زوجته الى جانبه :
زوجتي قرينتي ان من لاقرين له 
كساع الى الصحراء بغير سلاح .
معشر الأحباب 
حبيت أستشهد بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم لقدسية قرأننا واحاديث نبينا وشموليتها كمنهاج حياه وشريعة منظمة للأمة جميعا لأن الذي خطها هو الله سبحانه العالم بمايصلح الناس ومايفسدهم ،مايضرهم وماينفعهم وايضا وايضا لثراء الدراسات  الخاصة بشؤون المرأة ومكانتها في ميزان ديننا الاسلامي الحنيف ،
واستشهدت كذلك بابيات شعرية لشعراء من العصر القديم ،لتوافر عنصر الصدق الشعوري والفكري والوجداني  وتبيينها لمكانة المرأة الاجتماعية ودورها التنويري والنهضوي للمجتمع ،
من خلال هذا الطرح التمهيدي لمعرفة دور المرأة في المجتمع بقي لنا ان نذكر دور الاعلام في معالجة قضايا المرأة 
ان نجاح الصحافة المتخصصة بشؤون المرأة ،هي التي تجعل من المرأة موضوعا حيويا متجددا ،وهي التي تؤكد الدور الايجابي لها في الدفاع عن حقوقها وحريتها ،فصورة المرأة المرسومة في المواد الصحفية لاتزال الى اليوم لاتتناسب وواقع المرأة وماحددته المواثيق الدولية لحقوق الانسان التي أهتمت بحقوق المرأة،
ان للمرأة قضايا متعددة فمنها سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية وأسرية وغيرها 
ومعالجة الصحافة لمثل هذه القضايا تتمثل في الكشف الدقيق عن واقع ومستوى المعالجات الصحفية لموضوعات قضايا المرأة ، المتمثلة بالاتي :
-العنف وانواعه  ضد المرأة الذي يمارس من قبل الزوج أو الاسرة وانواع العنف ،العنف الجسدي ،العنف الجنسي ،العنف النفسي ،العنف الاجتماعي ، العنف الاقتصادي ويشمل العنف الجسدي كما ذكرت باحثة فلسطينية في دراستها أنواع العنف الجسدي التي تتعرض له كثير من النساء في مجتمعاتنا العربية وهي :
الضرب الموجع باليد أو العصى على أجزاء متفرقة من الجسم ،صفع الخد ، الخنق ،لوي الرقبة 
كسر احد اعضاء الجسم 
شد الشعر ، استخدام الة حادة كالخنجر أو الابرة لخرق الجسم او تنخيسه بطعنات مؤلمة دون التعمق بهذه الطعنات 
ويشمل العنف الاجتماعي ،منع المرأة مثلا من زيارةأهلها و جيرانها أوصديقاتها أو منعها من مزاولة اي مهنة او وظيفة رسمية أو عمل خاص او عام ليتسنى للرجل الضغظ على المرأة وجعلها تبعية له تنفذ كل ماتؤمر به كان صوابا او خاطئا دون أي تفاهم بينهم اوتوازن مادي يحد من سطوة الرجل وظلمه وتجبره 
ويشمل : العنف النفسي للمرأة
الاستهزاءبها أو شتمها وسبها وجرحها وسلبها اولادها عند محاولتها الحنق وتكسير أدوات المنزل كالكراسي مثلا  وشاشة التلفزيون والاواني وأي  أشياءمنزلية هامة ،والصراخ بوجهها ،وتهديدها بالطلاق أو الزواج من اخرى وغيرها من اساليب وطرق ظلم المرأة والعبث بها 
- وايضا توجد قضايا للمرأة يتوجب على الاعلام تسليط الضوء على مثل هذه القضايا وهي :
-تعليم المرأة 
-عمل المرأة ووظيفتها 
-الزواج والعلاقات الاسرية 
-المشاركة السياسية للمرأة 
-حرمان المرأة من الميراث وتقسيم التركة على الذكور دون الاناث 
-ظاهرة العنوسة بين الفتيات ومعرفة الاسباب والمسببات 
-معاكسة للمرأة في الشارع أو في مكان العمل من قبل بعض الشباب الطائش 
-أهمال متعمد للمرأة في بعض الاسر عند المرض حتى يؤدي ذلك الى امراض مستعصية 
ويكون دور الاعلام في  معالجة قضايا المرأة كالاتي :
-تثقيف المجتمع الذكوري بكل نافع ومفيد مايؤدي الى انسجام ودوام العلاقات الاسرية 
-توعية المجتمع بخطورة مثلا العنف الجسدي  المستخدم ضد المرأة ومايترتب عليه من اضرار معنوية وجسدية تصاب بها المرأة نتيجة العنف الممارس ضدها ..
توعية الافراد والجماعات بعدم استخدام اي نوع من انواع العنف الجسدي  ضد المرأة وأضراره في تمزيق وتشتت الاسرة  والتأثير على الاطفال والتعقيد النفسي الذي يلحق بهم جراء مشاهدتهم للخلافات والاظطرابات التي تعصف بالجو الاسري 
-نشر الفيديوهات والمسلسلات التي توضح وتبصر المجتمع بكل مفيد وتجنبهم الوقوع في الخطاء كالعنف ضد المرأة
-توجية التعليمات والتوجيهات باستمرار  من قبل وسائل الاعلام لافراد المجتمع كيف يتم التعامل والتفاهم مع نصف المجتمع وخلق اجواء المودة والمحبة والتفاهم والشراكة الحقيقية بين الرجل والمرأة
تنبيه المجتمع بمبدأ الثواب والعقاب حتى لاتحرم المرأة من نصيبها من الميراث 
-تعريف المجتمع بحق المرأة في العمل والوظيفة والمشاركات السياسية وتقليدها المناصب 
-
# علوي سلمان

مقالات الكاتب

رسالة للأستاذ الجامعي

الباحث في بداية مشواره البحثي  كالطفل الصغير  في طفولته بحاجة الى من يشجعه ويأخذ بيده...