انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
قناة أبوظبي ومن خلال معد ومقدم برنامج اليمن في أسبوع الأستاذ ياسر عبدالله كان لهما دور رائع ونظرة موضوعية يشكرون عليها في كثير من القضايا المطروحة للنقاش والتحليل , النقد البناء يبني ولا يهدم , النقد البناء دائما ما يكون مؤلم وقاسي مثل الدواء الفعال , وضيوفهم الكبار الكرام كان لهم الدور الأبرز بظهور البرنامج بمظهر الباحث عن الحقيقة ومصلحة العاصمة عدن والمناطق المحررة دون تسخير البرنامج للتلميع أو التمييع .
العالم أصبح حي صغير وليس قرية صغيرة , والكذب والتلميع وفبركة الأخبار والأحداث والقفز على الواقع المعاش أصبحت طريقة قبيحة ومقرفة يعافها الصغير قبل الكبير , على الكل أن يستشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وبحساسية المرحلة وخطورة الوضع وأن يساهم بحلها حلا جذريا وتخطيها , وإلا لأصبح هو جزء من المشكلة وليس من الحل .
لا يستطيع أحد كان أن يقلل من مكانة ونضال اللواء شلال علي شائع مدير أمن عدن أو اللواء فرج البحسني محافظ محافظة حضرموت , أو اللواء سالم السقطري محافظ محافظة سقطرى الأسبق , أو العقيد أبي العباس في تعز , أو تلك التضحيات الجسام التي قدموها ويقدموها هم وجنودهم وأقربائهم , والتي كانت سببا لما وصلنا إليه من وضع أمني أفضل بكثير مما كنا عليه في السابق .
ولكن دوام الحال من المحال , ونحن نتطلع إلى ماهو أفضل ونتمنى أن نعود لحياتنا العملية والمعيشية السابقة إن لم تكن هناك حياة أفضل منها , بغير إستتباب الامن لن يعود الإستقرار وهو أهم شرط للاستثمار والبناء ودوران عجلة الاقتصاد مرة أخرى , ولا يوجد بهذه الدنيا سابقا ولا لاحقا رجل لكل المراحل والمهمات , ولكل مرحلة رجالها هذه هي طبيعة الحياة وسنة الله في هذا الكون .
هناك بعض الجمود أو الركود الإداري والأمني لا يواكب ولا يتناسب مع المرحلة التي تمر بها عدن حاليآ , فمراكز الشرطة لا تقوم بكامل واجبها بسبب عدم النزول الميداني المستمر من قبل قيادة أمن عدن ومحاسبة المتقاعسين والمقصرين بواجبهم وتكريم من يستحقون التكريم بسبب تفانيهم بأداء واجبهم الوطني , عدم إجراء حركة تنقلات لقادة وضباط وأفراد مراكز الشرطة في عدن منذ فترة ما بعد الحرب وحتى يومنا هذا , عدم التأهيل والتدريب للافراد والضباط الحاليين , وهناك كثير من المدنيين الذين لا ينتمون للسلك الأمني أو العسكري لازالوا يسيطرون على بعض مراكز الشرطة في عدن .
رغم الدعم السخي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة لقطاع الشرطة في عدن من ترميم وإعادة تأهيل مراكز الشرطة ورفدها بالاليات والسيارات ومعدات التكنيك الجنائي وغيره من الدعم , إلا أنك تشاهد عدم تطور هذا الصرح الأمني بما يتناسب مع ما قدم له من دعم كبير .
من يستطيع أن ينكر بأن غالبية السيارات والدرجات النارية في عدن بدون لوحات أرقام ورسوم جمركية حتى يومنا هذا , رغم صدور أكثر من قرار من قبل إدارة أمن عدن بهذا الخصوص إلا أننا لم نشاهد تطبيق عملي واحد لتلك القرارات .
لطالما تحدثنا مرارا وتكرارا عن الازدواجية وعدم التنسيق بين بعض القوى والأجهزة الأمنية في عدن مما سبب حالة من الارتباك لدى الجنود والنزاع حول الصلاحيات فيما بينها مسببا ثغرات أمنية فادحة .
أتمنى أن يحي الإخوة الإماراتيين مشروعهم القديم بإنشاء مدرسة لجنود وصف ضباط الشرطة في عدن وضم جميع الأفراد إليها لإعادة تأهيلهم وفرزهم كل بحسب لياقة البدنية والدهنية ومستواه الدراسي , ليحدد بعدها توزيعهم المناسب والعادل على مختلف الأجهزة الأمنية لإدارة شرطة عدن والمنشآت الحكومية والخاصة .
أتمنى مؤازرة رجال شرطة المرور في عدن من قبل الحزام الأمني وإدارة أمن عدن بسبب ما يواجهونه يوميا من بلطجة وقيادة متهورة للسيارات والآليات والسير بالاتجاه المعاكس للطريق معرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر .
تحياتي لطاقم قناة أبوظبي ولمعد ومقدم برنامج اليمن في أسبوع على شجعاته الإعلامية والأدبية والأخلاقية في معالجة الخلل والقصور القاتل من قبل بعض الأجهزة الأمنية والإدارية والعسكرية في عدن والمناطق المحررة , ولم يعد من المحتمل رمي أخطائنا وقصورنا كلها على الحكومة الشرعية اليمنية أو نتنصل عن مسؤوليتنا بهذه الطريقة .
إننا نبحث عن وطن الأمن والإستقرار والبناء وضحينا وسنضحي في سبيل الوصول لذلك الهدف السامي من أجل أن تحيا أجيالنا الحاضرة والاتية في وضع أفضل من هذا الوضع المزري , الفرد أو الزعيم أو القائد أو الرئيس راحلون أكانوا بمرض أو بوفاة أو بالإقالة أو بالإستقالة أو بأي طريقة أخرى كانت , الله ثم الدين و الوطن والمواطن هم من يجب أن نضحي من أجلهم فقط .