انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
الهبة الجنوبية لانقاذ المجلس من أغلال إتفاق الرياض وتصحيح المسار السياسي ، وإعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي ليتواكب مع متطلبات المرحلة الراهنة .
بعد مرور أكثر من خمسون يوما على توقيع إتفاق الرياض وفي ظل عرقلة ذلك ، بالإضافة إلى الكثير من الخروقات وخاصة العسكرية من قبل الشرعية ، والتي تتنافى مع إتفاق الرياض ، نزداد يقين بأن الإتفاق كان فخ يراد به توريط المجلس الانتقالي الجنوبي مع الجنوبيين .
نوصي بأن يقدم المجلس الانتقالي بطريقة غير مباشرة وعبر قيادات ميدانية شعبية لقيام هبة شعبية في كل أنحاء التراب الجنوبي ، تطالب بضرورة رفع الظلم عن كاهل الشعب وتحسين مستوى المعيشة والخدمات بما تتناسب مع أدمية هذا الشعب وكفاحه الازلي ، وتفعيل إتفاق الرياض والضغط على الرعاة في التحالف العربي لتنفيذ ذلك ، أو التوضيح للرأي العام الجنوبي من هو الطرف المعرقل ، ووصول هذا الصوت الشعبي القوي للقوى الدولية المهتمة بتنفيذ الإتفاق .
يتم التعامل مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بصورة مستفزة ودونية من قبل السعودية ، من أجل السيطرة على الشارع الجنوبي وترويضه بما يخدم مصالح الشرعية والسعودية ، الخديعة تكمن بأن السعودية توهم الانتقالي بأن الإعتراف بالقضية الجنوبية ومجلسها الانتقالي هو المنجز الأهم فقط ، وهذا خطأ فادح وجسيم بحق القضية الجنوبية وشعبها التي ستظل حاضرة بحضور الجنوب وشعبه حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
هدف السعودية هو أن يحتوي الانتقالي أي مظاهرات أو مسيرات أو إعتصامات أو كفاح مسلح ، حتى لو كانت تنادي بمطالب حقوقية حياتية كالرواتب وخدمات الماء والكهرباء والصحة والتعليم وغيرها من أساسيات العيش الكريم ، فخ قد يقع به المجلس ويصبح بمواجهة مباشرة مع حاضنته الشعبية التي عولت عليه كثيرا بمواجهة ورفع ظلم وتعسف الشرعية .
لم نعد نثق بالرياض وبرعايتها لأي إتفاق أو حوار أو مبادرة حتى لو نفد الإتفاق بهذه الطريقة المريبة فالتاريخ حافل بسلبية الدور السعودي في اليمن ، إن تشكيل حكومة تكنوقراط محدودة كان مطلب شعبي وإقليمي وليس إنتقالي ، وضرورة وطنية وإقليمية ودولية للحد من الفساد والفشل وإستنزاف المال العام وسرقته ، في وضع يعاني الشعب ويلات الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية المفتعلة .
عدم تنفيذ إتفاق الرياض للأسف الشديد أصبح ورقة ضغط ومساومة وإبتزاز رخيص ضد المجلس الانتقالي الجنوبي لإحراقه ، والمماطلة والتسويف بتعيين محافظ لعدن ومديرا لأمنها وتوقف دوران عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وفشل الملف السياسي والأمني يدفع الشعب وحده وليس الانتقالي ثمنا لذلك ، والإصرار على بقاء معظم وزراء الفساد والفشل يضع تحت كل سؤال ألف خط وعلامات إستفهام هل السعودية راضية كل الرضى عن هذه الممارسات أللا مسؤولة ، أم أنها تتعرض لابتزاز رخيص من قبل الشرعية .
القادم لا يبشر بخير لأن الحاضر يقول أن رواتب قوات الحزام الأمني والدعم والاسناد والنخبة لم تصل للشهر الثاني على التوالي وشارفنا على دخول الشهر الثالث ، وأن عدن والجنوب في وضع خدماتي وإنساني مأساوي ومحبط للغاية ، في أول إختبار عملي لقيادة السعودية بعد إنسحاب الإمارات العربية المتحدة .