انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
تسلمت المملكة العربية السعودية زمام الأمور في العاصمة عدن في نوفمبر 2019 م من حليفتها الإمارات العربية المتحدة وفق التفويض الأممي لها ، لم تستفيد السعودية من الطريقة أو التركة الإماراتية في إدارة العاصمة عدن رغم بعض الاخفاقات بملف الخدمات ، بل العكس من ذلك ، ألغت المملكة كل الآليات السابقة لحليفتها وأستبدلتها بآليات بدائية ومتخلفة أدت إلى الفشل والفساد في وضع معقد وحساس للغاية ، هل هو فشل عفوي جراء غياب رؤية ودراسة مزمنة لإدارة أول تجربة للمملكة في إدارة عاصمة دولة أخرى في حالة حرب .
أم جهل متعمد بكيفية وطريقة التعامل مع الجنوبيين بصفة خاصة ، أم فشل استخباراتي سعودي بتقييم الوضع في العاصمة عدن وكيفية وضع الحلول والمعالجات للنهوض بها ، أم أن هناك تصور ورؤية تامرية مسبقة للمملكة جاري تطبيقها في عدن من أجل السيطرة عليها .
للأسف الشديد لم نكن نرغب أن تتحول العلاقات الاخوية السعودية الجنوبية من الشراكة والتحالف إلى مستويات كارثية وغير مسبوقة من الحقد والكراهية بسبب التصرفات اللا مسؤولة من قبل قادة ورموز المملكة تجاهنا ، خسرت المملكة شمال اليمن حتى أصبح الشعب هناك يطلق عليها مصطلح عدوان واحتلال .
وفي العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة نشاهد غضب شعبي متصاعد وعارم بسبب الفشل السعودي بإدارة ملفات المناطق المحررة ، مما أدى إلى انهيار غير مسبوق للخدمات والريال اليمني أمام باقي عملات العالم ، تخبط واضح وفاضح من قبل المملكة المسيطرة على تحركات وقرارات الرئيس هادي شخصيا وحكومته ، وبالتالي لا نعفيها من تحمل مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع المزرية في العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة .
إستخدام ملف الخدمات والرواتب للضغط على المجلس الإنتقالي الجنوبي من أجل مساومته أو ابتزازه للحصول على مكاسب سياسية أو عسكرية خطأ إستراتيجي فادح وجسيم ، أنتم تخسرون اليوم حاضنتكم الإجتماعية الجنوبية بعد خساراتكم لحاضنتكم الشمالية القديمة ، ونتوقع خروج جماهيري غاضب ومناهض لهكذا أزمات مفتعلة وأوضاع كارثية دفع الشعب الجنوبي ثمنه .
الرجاء ثم الرجاء من الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان سرعة تغيير الاستراتيجية القائمة على العداء وسوء التعامل مع الجنوبيين ، ونتمنى عدم الوقوف أمام تطلعات وأهداف الشعب الجنوبي لكي لا تخسروه إلى الأبد ، وأن يتم استبدال الطاقم المكلف بإدارة الملف اليمني قبل خراب مالطا ، أنتم تخسرون الجنوبيين كحلفاء وشركاء ، وتحولونهم إلى أعداء .