انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
لست مصرفي ولا خبير مالي ولكني متابع ومهتم جيد ، وأكثر من ثلثي الشعب وصل إلى ما وصلت إليه من نتيجة ، بسبب تكرار الفشل والفساد في إدارة بنك عدن المركزي طيلة الأعوام الماضية ، لمسنا ووصلنا لقناعة تامة أنهم يدمرون الإقتصاد الوطني بواسطة أدوات رخيصة من أجل الحفاظ على هذا الوضع القائم دون حسيب أو رقيب .
استغربت من الترويج أو الإعلان الأخير للبنك المركزي في عدن عن خطوات في الأيام القادمة ستحد من الانهيار شبه اليومي للريال اليمني أمام باقي عملات العالم ، وأن بنك مركزي عدن يستعد خلال يومين القادمين للإعلان عن تأسيس شركة الشبكة الموحدة للأموال ، والتي تضم نحو 47 مؤسس من ملاك شركات الصرافة في عدن وباقي المحافظات المحررة .
وكأن شبكتهم الموحدة للتحويلات المالية هي من ستحل المشكلة العويصة التي صنعوها بأنفسهم ، وكأن غيابها سابقا هو سبب ما وصلت إليه الأوضاع المالية الحالية ، أيها الفاشلون البائسون أنتم جزء من المعاناة والازمة ولن تكون طرف أصيل بحلها ، أنتم تسعون إلى امتصاص غضب ونقمة الشعب على أدائكم الفاسد والفاشل بإدارة أهم صرح مالي سيادي في المناطق المحررة عسكريا ، والمحتلة من قبل سلطة تدير البلاد بعقلية عصابة .
جميع تعميمات وزارة مالية سالم بن بريك بفتح حسابات ايراد عام لدى البنك المركزي في عدن لم ترى النور ، وإغلاق حسابات المرافق الايرادية لدى البنوك التجارية والأهلية وشركات الصرافة رفضت بكل صلف ووقاحة من قبل معظم المرافق بإيعاز من مسؤولين كبار في سدة السلطة الشرعية ، أعتقد مرفق واحد أو مرفقين ايراديين من التزم بتلك التعميمات فقط ، ومع هذا وزير المالية لم يحيل أي مرفق متمرد إلى نيابة الأموال العامة وهيئة زور مكافحة الفساد أو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة شاهد الزور الأخر من هكذا فساد وفشل .
الأخوة المواطنين الأعزاء ، بدون إلغاء قرار التعويم الكارثي لن يستطيع بنك عدن المركزي فرض أي تسعيرة لأي عملة لحماية الريال اليمني الذي ترك وحيدا في غابة لا تعرف سوى الجشع والبقاء للاقوى ، وسبب خوف الرئيس هادي شخصيا من إلزام بنكه المركزي بالغاء قرار التعويم ، هو خوفه من الزامه بتوريد عائدات بيع شحنات النفط الخام الحضرمي والشبواني ، وعائدات مؤسسة موانئ خليج عدن وشركة عدن لتطوير الموانئ وموانئ البحر العربي وطيران اليمنية وعدن نت وووووو إلى خزينة بنك عدن المركزي .
ناهيك عن عائدات المنافذ البرية والبحرية والجوية التي معظمها أو جميعها لا تصل نهائيا إلى خزينة مركزي عدن ، الطامة الكبرى تكمن في الاستنزاف الممنهج والمستمر لموارد عدن المالية ، من خلال التحويلات المالية للمناطق المتمردة ماليا على مركزي عدن ، والافدح من ذلك تحويلات مالية ضخمة إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي بأسم النازحين والعائدين الوهميين .
كان لنا أمل في اللجنة الاقتصادية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي كطرف محايد يقف في صف الشعب الجنوبي ، ويحد من هذه التجاوزات المالية الخطيرة التي أدت إلى هذا الوضع الإقتصادي والمالي الكارثي ، ولكن للأسف الشديد قلة خبرة اللجنة وعدم كفاءتها في هكذا مجال ، أدى إلى إتخاذ قرارات ارتجالية غير مدروسة مما زادت من تدهور العملة اليمنية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة .
لن يتعامل أي طرف محلي أو حتى أقليمي أو دولي مع قرارات اللجنة الاقتصادية العليا كونها غير قانونية بحسب اللوائح والنظم والقوانين من المنظور العالمي ، كان يكفيها تعيين مراقبين على أداء وزارة المالية والبنك المركزي في عدن ، ووقف أي نشاط مالي مشبوه أو خروقات مالية مخالفة للنظم واللوائح والقوانين البنكية .
الأخوة المواطنين الأعزاء لسنا أفضل حال من حال لبنان صغيرة المساحة قليلة السكان وووضعها مستقر نسبيا أفضل من وضعنا الراهن ، وعلينا أن نقف وقفة رجل واحد تخلى عنه القريب قبل البعيد من أجل أن نعيش بكرامة كباقي شعوب العالم .