انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
وهبها الله البحر حتى صارت عبارة عن شبه جزيرة عدن ، وكانت خورمكسر وكريتر والمعلا والتواهي عبارة عن جزيرة يحاط بها البحر من جوانبها الاربعة ، وفي الماضي الجميل كانت هناك محطة صغيرة لتحلية مياه البحر في كريتر ( بامبا ) .
في محطة الحسوة الكهروحرارية كانت هناك وحدات كبيرة لمعالجة مياه البحر وتكريرها أو كما تسمى محطة تحلية مياه البحر ، كانت تغذي البريقة ومدينة الشعب وجزء من المنصورة وبعض المصانع ، الخلاف الذي أدى إلى توقف محطة التحلية كان بين مؤسستي المياه والكهرباء حول التعرفة ، فقد حددت مؤسسة الكهرباء تعرفة 17 ريال للوحدة وهذا يعتبر سعر مرتفع بالنسبة للسعر الذي حددته مؤسسة المياه للمواطنين انذاك وهو 5 ريال للوحدة .
أحد فنيي مؤسسة المياه السابقين أفاد بانه كانت تتم تغذية مناطق خورمكسر والمعلا بالمشروع عبر انبوب سعة 12 انش عبر الطريق البحري عند الحاجة ، بعدها اعلنت مؤسسة المياه بعد حرب صيف 94م بانها سترمي مياه التحلية في البحر ولا يمكن ان تبيعه بسعر اقل ، وهذا ماحصل وتوقف المشروع وتم إهماله وأنتهى لعدم اجراء الصيانة الدورية على اليات ومكونات المشروع ، انتهى مع سبق الاصرار والترصد أسوة ببقية مشاريع ومصانع الجنوب بعد حرب 94 ، طبعآ المشروع بدأ عام 87م ودمر بعد حرب صيف 94م .
لماذا لا يتم تشييد محطة كبرى أو محطات لتحلية مياه البحر في موقع البرزخ بخومكسر أو في جزء من ميناء الاصطياد بالمعلا أو في صيرة وغيرها من المواقع ، وكذلك محطة تحلية في البريقة وأخرى في ميناء حاويات كالتكس ( وزارة المياه والبيئة في عدن تتحمل الوزر الأكبر بسبب تقاعسها وتواطئها ) ، من الذي يعيق أو يعرقل تنفيذ هكذا مشاريع للبنية التحتية والخروج من نفق أزمة شحة مياه الشرب ، وإستنزاف حقول آبار المياه الجوفية التي يعاني منها سكان عدن منذ سنوات بسبب الزيادة المستمرة للطلب على المياه وقلة الإنتاج من حقول آبار مياه الشرب .
إجمالي إنتاج حقول مياه الشرب الثلاثة 90 الف متر مكعب باليوم + 10 الف متر مكعب من حقل الروة في أبين ( حقل الروة غير مستقر ولا مستمر بتزويد عدن بمياه الشرب ) ، عدن وضواحيها بحاجة إلى 200 الف متر مكعب يوميا ، وقد تصل إلى أكثر من 300 الف متر مكعب باليوم بسبب الانفجار السكاني الكبير في عدن والزحف العمراني المستمر على مدار الساعة ، وهناك محركات ( مضخات ) تعرضت للتلف مما أدى إلى خروج عدة آبار عن الخدمة .
ثلاثة حقول لإنتاج مياه الشرب للعاصمة عدن ، إثنان في لحج وهما حقلي بئر ناصر والمناصرة ، وحقل بئر أحمد بضواحي عدن ، عدد المضخات التالفة التي أدت الى خروج الآبار عن الإنتاج في بئر ناصر 20 مضخة ، المناصرة 15 مضخة ، بئر أحمد 14 مضخة ، لو تم توفير المضخات 49 سيتم رفع الإنتاج 80 الف متر مكعب باليوم إلى جانب 90 الف متر مكعب السابقة .
آبار الحقول الثلاثة عددها وتوزيعها ، 24 بئر في المناصرة ، 46 بئر في بئر ناصر ، 39 بئر في بئر أحمد ، الآبار المنتجة 63 من إجمالي 109 بئر للحقول الثلاثة ، أي ان إنتاج الحقول حاليآ لا يتجاوز 50% ، بتمويل من دولة الكويت الشقيقة وصلت 10 مضخات ( محركات ) جديدة إلى مؤسسة مياه عدن المحلية وسيتم تركيبها خلال الأيام القليلة القادمة .
هناك دعم إقليمي ودولي لا بأس به لمؤسسة مياه عدن من مضخات آبار مياه الشرب والصرف الصحي و اليات وغيرها ، خروج أو تلف أو إحتراق محركات أو مضخات حقول آبار مياه الشرب الخاصة بمحافظة عدن يجب الوقوف أمامها بمسؤولية وطنية وعدم تكرارها لأنها تعتبر من قضايا الأمن القومي .
يجب ربط حقول الآبار بشبكة مراقبة حديثة للحد من أي عمليات تخريب متعمد أو غير متعمد أو إهمال ، هناك دعم إماراتي جديد وصل مؤخرا لمؤسسة مياه عدن ، تمنيت لو تم تأخير صيانة الشبكة وذهب التمويل إلى تشييد محطة تحلية مياه البحر كأولوية ملحة الان .