فخامة الرئيس هادي .. بيدك إنقاذ الريال

فخامة الرئيس هادي مانحن به الآن من أزمات متلاحقة هو بسبب الفساد والفشل الإداري للحكومة الشرعية اليمنية , مانحن بحاجة إليه اليوم هو إرادة وطنية صادقة ولو لمرة واحدة لإعادة إنقاذ الريال اليمني المنهار , والذي سبب وسيسبب معاناة ومآسي تضاف لمآسي الحرب القائمة , فخامة الرئيس لا إدارة ناجحة بدون إرادة صادقة ووطنية .

كتبنا عدة مقالات قبل عام ونصف تقريبا حول أسباب إنهيار الريال اليمني , وكان إحداها بعنوان معاشيق من رفعت سعر الدولار , عندما باعت الحكومة عبر البنك الأهلي في عدن وبالمزاد العلني وعلى دفعات أكثر من 100 مليون دولار مقدمة من السعودية كرواتب للأمن والجيش , وكتبنا عن محافظ البنك المركزي الفاشل السابق ( القعيطي بعد خراب مالطا ) , ومقال أخر بعد التعويم المشؤوم ( الشعب لا يجيد السباحة يا قعيطي ) , عبث ونهب واضح للمال العام , وفشل إداري متعمد أدى لإنهيار الاقتصاد بالمناطق المحررة وصبت جميعها في خدمة المليشيات الإنقلابية الحوثية وإطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب , وأضهرت الحكومة الشرعية كأسواء حكومة تشهدها اليمن على الإطلاق .

فخامة الرئيس هادي ما الجدوى من بيع شحنات النفط الخام المصدرة من ميناء الضبة بحضرموت , والآن تتبعها حقول شبوة في إنتاج النفط الخام وتصديره وبنفس الطريقة والآلية السابقة , كيف نبيع نفطنا الخام بالدولار ونعود لنشتري به ديزل لمحطات الكهرباء والاليات وبمئات الملايين من الدولارات أيضآ , لم يستفيد إقتصادنا من بيع جميع شحنات نفطنا الخام , بل العكس ازداد الاقتصاد والمستوى المعيشي سوء وهرولة نحو الهاوية السحيقة .

لماذا لا نتوقف عن بيع وتصدير نفطنا الخام , ونكرره بمصفاة عدن وبالتالي نكون قد وفرنا قيمة شراء الديزل والبنزين وباقي المشتقات النفطية من العملة الأجنبية التي كانت أحد أهم أسباب المضاربة بسعر الدولار وإنهيار العملة الوطنية , وسنثبت أسعار المحروقات وفق ضروفنا المادية دون الحاجة للمساعدة من أحد , وسنوفر السيولة في بنك عدن المركزي دون الحاجة لطباعة المزيد من العملة الوطنية , إرتفاع أجور النقل الخفيف والثقيل بسبب الارتفاع المستمر بسعر الوقود ينعكس سلبا على باقي الخدمات والسلع الأساسية وغيرها .

شرائنا للوقود من التجار وبالريال اليمني ساهم بإنهياره بصورة كارثية وأدى لسحب السيولة من خزينة البنك المركزي بعدن , إذ يقوم جميع تجار الوقود وغيرها من السلع بالبحث عن العملة الأجنبية وبأي ثمن من أجل عمليات الاستيراد , وبالتالي أي زيادة بسعر شراء الدولار يقومون بإضافته فوق قيمة الشحنة القادمة وهكذا لن نخرج من دوامة شحة العرض مع زيادة الطلب .

كان يفترض أن توجه الوديعة السعودية لفتح إعتمادات مستندية لشراء المواد الغذائية الأساسية والأدوية الضرورية ولعلاج الجرحى والمرضى , أو فتح مراكز حكومية للبيع المباشر للمواد الغذائية على المواطنيين وبإسعار تنافسية تحد من غلاء الاسعار وجشع التجار .

فخامة الرئيس هادي بإمكانك إعادة سعر صرف الدولار إلى 200 ريال للدولار الواحد , فهو ليس مستحيل فدول كبرى وصغرى قد فعلت ذلك ونجحت من خلال السرعة بتشكيل حكومة طوارئ مصغرة وإعطائها كافة الصلاحيات مع عدم التدخل بشؤونها .

كما سنبيع للدول المجاورة كجيبوتي وإثيوبيا وحتى الصومال مشتقاتنا النفطية وبالدولار , وللمصانع والمعامل والمشاريع الإستثمارية وبالسعر التجاري , كما نرجوا من فخامتكم سرعة إصدار قرار بإلزام جميع المنشآت والمرافق الحيوية والإيرادية في جميع المناطق المحررة بالتوريد إلى خزينة البنك المركزي وليس لخزائن البنوك الأهلية والتجارية كما يحدث الآن , فهذا الاختلال الكارثي المتعمد فتح أكبر باب للفساد ونهب المال العام .

مقالات الكاتب

انصاف مايو .. وتحقيق BBC

شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...

الإمارات .. طاعن أم مطعون

من يتألم من طعنة الحليف والشريك الغادرة هي الإمارات ولا أحد سواها ، الحرب في اليمن طيلة السنوات الما...