انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
كان قرار كارثي مؤامراتي بإمتياز لنهب وسرقة تريليونات الطبعة الروسية من الريالات اليمنية ، وهذا ما حدث ويحدث بالفعل ، نهب منظم وسرقة بوقاحة وإستنزاف علني لموارد المحافظات الجنوبية المحررة وتحديدا العاصمة التعيسة عدن ، للمتمسكين بالبنك المركزي في عدن بوعي أم بغير وعي من الجنوبيين ، نقول لهم أنتم مخطئين وعليكم تقييم النتائج الكارثية والمدمرة لنقل البنك المركزي إلى عدن ، أو أن لكم مصالح خاصة من بقائه في عدن .
لم ننقل سنتر عبور الأجواء للطائرات من صنعاء إلى عدن الذي يدر ملايين الدولارات شهريا لمليشيات الحوثي ، ورواتب طواقم مطارات عدن وسيؤن والريان والغيضة وعتق وسقطرى ترسل إليهم بحوالات مالية من صنعاء وبالريال السعودي وبسعر صرف صنعاء ، لم ننقل قاعدة بيانات بريد عدن العام من صنعاء إلى عدن وهي قاعدة بيانات محلية ومحدودة ، لم ننقل مركز شركة طيران اليمنية من صنعاء إلى عدن ، أو شركات الإتصالات الارضية والمحمول ، لم نجبر البنوك التجارية والأهلية والشركات والمنظمات الدولية على نقل مقراتهم الرئيسة من صنعاء إلى عدن ، لم نجبر شركة بترو مسيلة على فتح مقرها الرئيس في عدن .
لم نستطيع نقل مقر الصندوق الإجتماعي للتنمية الممول دوليا من صنعاء إلى عدن ، وأغلب مشاريعه في المناطق الشمالية ، ما تشاهدونه في مدينة إنماء الجديدة 11 من مبنى ضخم للصندوق هو عبارة عن فرع وليس أصل ، مع أن رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك رئيس مجلس إدارة الصندوق ، الصندوق في صنعاء ورئيسه في عدن ، هناك تواطؤ إقليمي ودولي ومحلي فيما يجري من دعم لا محدود لمليشيات الحوثي في صنعاء ، وبالتالي نقل البنك المركزي الكارثة الى عدن كان لغرض وحيد ويتيم وهو إستنزاف موارد الجنوب المالية لكي لا تقوم لنا قائمة ، ونعيش على الشحت والاستجداء وما تجود به عصابات النهب المنظم للمال العام من فتات خيراتنا .
الدليل على فخ نقل البنك المركزي الكارثة الى عدن ، هو إستمرار سيناريو تمرد المرافق الايرادية الكبرى في المناطق المحررة على خزينة بنك عدن المركزي ، كنا نحمل الرئيس السابق هادي مسؤولية تمرد تلك المرافق الايرادية السيادية ، وأتضح الان بعد رحيله أن هناك تدخل إقليمي سافر عبر أدوات محلية رخيصة بإستمرار ذلك التمرد المالي حتى اللحظة ، من أجل تدمير الجنوب والجنوبيين وإستنزافهم ، لان موارد تلك المرافق 90% جنوبية .
بدون تحية للمجلس الرئاسي ورئاسة الوزراء ووزارة المالية ومحافظ البنك المركزي اليمني في عدن ، من الذي يصر ويشجع ويبارك على تمرد تلك المرافق الكبرى وعدم توريد عائدات بيع شحنات النفط الخام المحلي وموارد مارب النفطية والغازية إلى بنك عدن المركزي ، وتمرد المنافذ البرية والبحرية والجوية ، لماذا تصر المملكة العربية السعودية على إيداع عائدات بيع شحنات النفط الخام الحضرمي والشبواني إلى البنك الأهلي التجاري السعودي بالرياض ، وليس إلى بنك عدن المركزي حتى اللحظة ، وأين تصرف أموالنا ومن الذي يتصرف بها .
من الذي يعارض فتح فرع للبنك المركزي في عدن أسوة بباقي المحافظات المحررة ، لكي نودع مواردنا المالية المحلية وحصتنا المركزية وأي عوائد أخرى تخص العاصمة عدن ، بدلا من الفوضى المصرفية في إداع المال العام لدى شركات الصرافة والبنوك التجارية ، على المجلس الإنتقالي الجنوبي ممثلا باللجنة الإقتصادية الكارثية العليا تقييم أدائها وإستراتيجيتها ورؤيتها حول بقاء البنك المركزي اليمني في عدن .
للجنوبيين أقول لهم ، لم نتحرر بعد من سطوة وسيطرة صنعاء علينا رغم كل تلك التضحيات الجسام التي قدمناها في الجنوب ، والسبب يعود إلى مجموعة من الفاشلين والفاسدين الذين وليناهم زمام أمرنا للأسف الشديد ، لن توافق مليشيات الحوثي على عودة البنك المركزي اليمني إلى صنعاء مرة أخرى الا وفق رؤيتها ومصلحتها الخاصة أولا وأخيرا ، أما نحن فلا رؤية ولا دراسة ولا مصلحة لنا من بقاء هذا البنك الكارثة في عدن ، غير نهب ثرواتنا وخيراتنا ومواردنا المالية طيلة سنوات إستضافته في عدن .