أيها الجنوبيون .. لا تنكشون عش الدبابير

الكلمة أمانة وأخلاق ووطنية ومهنية أولا وأخيرا ، عملية عسكرية في أبين تحت مسمى مكافحة أو محاربة الإرهاب ، من منا مع الإرهاب وليس ضده ، ولكن لا تأخذ مثل هكذا قرارات خطيرة بدون دراسة لتبعات تلك المعركة وأثارها السلبية على الوطن والمواطن ، وهل نحن مستعدين لردع أي عمليات إنتقامية قد تضربنا بعقر مدننا وقرانا وشوارعنا .

هل نحن مقتنعين قيادة وأفراد بهكذا حرب إستنزافية غير تقليدية مع عدوا لا نعلم أين ومتى يحدد حربه ضدنا ، هل وضعنا المعيشي والإقتصادي والمالي والعسكري يسمح بهكذا عملية وبهذا التوقيت الصعب ، لا أدافع عن عش الدبابير بقدر دفاعي عن أرواح ضباط وجنود تزهق أرواحهم وييتم أطفالهم من أجل حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .

السؤال الأهم للرأي العام الجنوبي تحديدا الذي يدفع دائمآ فواتير غيره مجانا ، لماذا التحالف العربي توقف بعد عام تقريبا من عاصفة الحزم عن إستهداف عش الدبابير في جميع المواقع في اليمن ( لأن لديه جنود وضباط على الارض ) ، وأقتصر ذلك الاستهداف على الطائرات المسيرة الأمريكية في فترات متباعدة ولرموز وقادة عش الدبابير فقط .

توقيت عملية نكش عش الدبابير كان كارثي ، أتى بعد إغتيال الظواهري وتقلد العدل الدموي القيادة ، وبالتالي زج بنا من قبل الاستخبارات الأمريكية في حرب إستنزافية على أراضينا الجنوبية وليس على أراضيهم كما كان يتوقع أغلب المحللين المهتمين بملف مكافحة الإرهاب .

ماذا قدمت لنا الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف العربي من عتاد وسلاح وتمويل في هكذا حرب إستنزافية ترصد لها كبريات الدول مئات الملايين إن لم تكن مليارات ، لماذا لم تشارك الاستخبارات الأمريكية والعالمية في عمليات الرصد المبكر في مربع العمليات ، لماذا لم تشارك طائراتهم المسيرة في الإسناد الجوي ، لماذا لم يتم إجلاء الجرحى عبر طائرات الإخلاء العسكرية شينوك وغيرها .

الف سؤال وسؤال للقيادات السياسية والأمنية والعسكرية قبل أخذ قرار قد ندفع ثمنه غاليا في أمننا الهش ومعيشتنا الضنكا ، ثمان سنوات من قتال مليشيات الحوثي ، قصفت مدن ومنشات أرامكوا النفطية الهامة ، تعرض الأمن القومي السعودي لضرر بالغ ، هددت سلامة وأمن المملكة وباقي دول التحالف ، ومع هذا مد التحالف يده أولا ، وقال هدنة غير مشروطة وفتح لميناء الحديدة ومطار صنعاء وغيرها من العطايا والهدايا التي لا نعلمها ويعلمها رب العالمين .

يجب أن نعقد هدنة مع عش الدبابير لمصلحة أمننا القومي وسلامة أراضينا وحقن دمائنا الجنوبية ، ولنتفرع لبناء الدولة الجنوبية ورعاية الشعب الفقير الصابر المكافح ، يجب أن يكون قرارنا المصيري الوجودي نابع من مصلحتنا الوطنية أولا وأخيرا ، فلتتعارض مصالحنا مع مصالحهم ، ولننحاز إلى مصالحنا ولو لمرة واحدة .

على العالم والتحالف العربي أن يتعامل معنا كشركاء وحلفاء ، وليس كأتباع أو عبيد ينفذون أوامر أسيادهم على حساب رقابهم . هي ليست ضربة خاطفة كما يظن البعض ، هي ليست معركة تقليدية أو مواجهة مباشرة بين قوات تقليدية ، أخاف أن نكون كبعض الديكتاتوريين في بعض دول العالم ، الحرب ثم الحرب ثم الحرب من أجل بقائهم على كرسي السلطة ، واخاف أن لا مشروع سلام ودولة لدينا .