معين .. لماذا تفرضه السعودية علينا

للمملكة ، الشريك أو الحليف القوي حتى وإن خالفك ، خير من تبعية وإرتهان الضعفاء والفاشلين حتى لو أطاعوكم طاعة عمياء ، ضاع الشمال بسبب إستراتيجية المملكة الخاطئة حول الإهتمام الخاص والمباشر بشيوخ القبائل والقادة والنخب السياسية الانتهازية دون الإهتمام بالشعب وتطلعاته وأحلامه التي خطفتها إيران بكل يسر وسهولة .

مشكلة المملكة العضال تكمن في بيروقراطية النظام الإداري والمالي لديها ، وبالتالي ماهو سهل ومتاح وبسيط اليوم ، سيكون بالطبع صعب ومعقد ومكلف غدآ ، وهذا ما يحدث بالضبط في المناطق المحررة في جنوب اليمن حاليا ، فمشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعماراليمن لا ترتقي لحجم ومكانة المملكة العربية السعودية في الإقليم والعالم .

السير في طريق الفشل دون تقييم النتائج الكارثية والمدمرة يعتبر إنتحار وإنحسار وإنحدار مع سبق الإصرار والترصد ، وغياب مفهوم أو مصطلح مبدأ الثواب والعقاب يشجع الآخرين على عدم الإستفادة من أخطائهم السابقة القاتلة وتكرراها ، تكرر المملكة خطائها الاستراتيجي السابق في شمال اليمن في المناطق الجنوبية المحررة اليوم ، من خلال التركيز على بعض القادة والسياسين على حساب الشعب الجنوبي ، سيقودها الى نفس نتيجة الشمال .

أربع سنوات من الفشل الإداري والمالي لرئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك مدة طويلة كلفتنا الكثير والكثير كشعب وأرض محررة في وضع معقد وحساس للغاية ، وإذا ما تأملت من الذي يصر على بقائه ستجد مليون صوت يردد بأنه رجل المملكة الذي يحضى برعايتها وتزكيتها وفرضه علينا رغم ما نعانيه من مرارة العيش بسببه .

أن أزمة إضراب المعلمين كانت خير شاهد ودليل على فشل رئيس الوزراء الدكتور معين ، ففي العاصمة عدن مثلا لا يتجاوز المبلغ المعتمد للمعلمين 156مليون ريال يمني شهريا ، أي ما يعادل 150الف دولار تقريبآ ، فبسبب هذا المبلغ الزهيد أغلقت المدارس وأهين المعلم في معركة الكل خاسر فيها ، أعلى مبلغ للمعلم من ال 156مليون ريال لا يتجاوز العشرين الف ريال يمني شهريا ، وأدنى مبلغ ثلاثة الف ريال يمني ، مبالغ زهيدة لا تذكر ، ومع هذا ضحوا بالمعلم والطالب .

على المملكة أن تعيد حساباتها حول شخص المهندس خالد محفوظ بحاح ، فالقوي الأمين التكنوقراط المستقل خير من الضعيف المهزوز الفاشل ، قد تتوفر في شخص ما شروط ومواصفات ترغب بعض الدول فيها ، ولكنها ستدفع ثمنا باهظا جراء مواصفاتها وشروطها على أرض الواقع ، وقد يخالفك بالرأي والمواصفات شخص ما قوي ومهني ونزيه ، ولكنه بالمقابل يوفر عليك مشوار طويل من الفشل والفساد والتخبط والضياع والفقر والجوع ، وبالتالي نكون جميعنا الرابح في الأول والأخير .

نصيحة للواء عيدروس بن قاسم الزبيدي ، هي فرصة أتت إليك على طبق من ذهب ، كونكم المسؤول عن الملف المالي في مجلس القيادة الرئاسي ، فالمعلم والجندي والموظف وغيرهم يعانون في الداخل بسبب إنهيار القدرة الشرائية وتدني الرواتب ، وهناك الآلاف من المسؤولين والموظفين في عواصم الشتات الاختياري يستنزفون موارد الداخل عشرات الملايين من الدولارات شهريا ، في سابقة لم يشهد العالم مثلها من فساد ونهب منظم وضخم للمال العام ، على حساب معاناة ومأساة من بالداخل .

عليكم إعطائهم مهلة شهر واحد للعودة إلى الداخل وتدفع رواتبهم بالريال اليمني أسوة بباقي أفراد الشعب ، ومن يعترض يقطع راتبه ويفصل ، سنوفر عشرات المليارات من الريالات اليمنية شهريا لصرفها بالداخل في ظل هكذا أوضاع معيشية صعبة للغاية .