انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
الإمارات العربية المتحدة قدمت كل أنواع الدعم والتضحيات الجسام والتنازلات الكبيرة في حرب اليمن ، قدمت للجنوبيين كل أنواع الدعم وبسخاء ، قدمت مالم يقدمه أو سيقدمه أي حليف أو شريك على مستوى الإقليم والعالم أجمع .
نعم للإمارات مصالحها الخاصة في اليمن ، وهذا ليس عيبا أو جريمة أقترفتها ، لكل دول العالم مصالحهم الخاصة الأمنية والعسكرية والإقتصادية خارج أراضيها ، وما حرب أوكرانيا إلا خير شاهد ودليل على تلك المصالح العالمية المتشعبة التي قد تندلع حرب عالمية ثالثة بسببها ، ولإيران مصالحها في صنعاء وبغداد ودمشق ولبنان وغيرها من دول العالم ، وللسعودية وأمريكا وغيرهم مصالحهم في اليمن ، المشكلة تكمن في من يتولى رعاية مصالح الجنوبيين شعب وأرض ، هل فعلا كانوا بحجم مسؤولية تلك الرعاية أم فرطوا بها .
لم تأتي الإمارات بمشروع الانفصال معها إلى حرب اليمن ، بل تعاملت بكل إحترافية ومهنية وعقلانية وواقعية مع وضع قائم على الأرض وهو الجنوب والجنوبيين وقضيتهم المصيرية العادلة ، وهدفهم الذي يسعون الى تحقيقه بهكذا مرحلة لن تتكرر مرة أخرى ، باسترداد دولتهم الضحية التي جنى عليها ساسة وقادة لم يكونوا أمناء على شعبهم ودولتهم .
لو كان أتبعت الإمارات إستراتيجية السعودية العدائية في جنوب اليمن لفشلت من أول يوم في الجنوب ، تعايشت وتماهت وسايرت ودعمت الجنوبيين من أجل هزيمة مليشيات الحوثي الإيرانية أولا ( هدف التحالف العربي ) ، وهو ما تم في وقت قياسي في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، وحتى في المناطق الشمالية التي حررت .
رسالة صحيفة البيان الإماراتية ليوم أمس الجمعة ( لا أعتبره رأي شخصي في الصحف الخليجية الكبرى ) :
حان الوقت لدفن أي أوهام بخصوص تقسيم اليمن ، أعتبرها رسالة أتت بعد ثمان سنوات تقريبآ من عدم وضوح رؤية القادة والزعماء والمسؤولين الجنوبيين حول متى وكيف سيتم إستعادة دولتهم ، أنغمس معظمهم في الفساد حتى غرقوا تماما في بحره العميق .
ووجدت الإمارات أن لا طائل منهم سوى مزيدا من الاستنزاف المالي والسياسي والإقتصادي وحتى الأمني القومي الذي يهدد دائمآ إستقرارها وسلامة أراضيها من قبل الحوثي .
هذه هي الحقيقة التي حاول ويحاول المستفيدين من هكذا أوضاع إخفائها عن الرأي العام الجنوبي طيلة سنوات الحرب الثمان ، لا رؤية حقيقية وعملية لإدارة الأراضي الجنوبية المحررة ، ولا هدف واضح لدى القادة والزعماء تتبعه خطوات عملية لتحديد مستقبل الجنوب وشعبه ، إنبطاح مذل وإرتهان مخزي وتبعية مفرطة من قبل غالبية الرموز الجنوبية دون إستثناء ، ولهذا يعلم التحالف علم اليقين أن الكبار لم يعودوا يؤمنون ألا بمصالحهم الشخصية الانتهازية فقط .
كتبت منشور بعد إرغام الخبجي على مغادرة عدن ، بعد تصريحاته النارية حول التلويح بعودة الإدارة الذاتية وعدم عودة العليمي إلى عدن والتلويح بمحاسبة رئيس الوزراء معين وحكومته ، وعاد العليمي وأخرج الخبجي من عدن وتربع معين على عرش معاشيق بحماية القوات المسلحة الجنوبية ، كنت أتمنى اللا نصل إلى هذه المرحلة الراهنة المخزية المذلة ، كنت أتمنى أن يصمد الخبجي ويرفض الخروج وينتزع من التحالف فتات رواتب القوات المسلحة الجنوبية بانتظام ، أو أللا يصرح بتصريحات هي أكبر منه ، نعم أضعفونا وأذلونا قادتنا ورموزنا وساستنا للأسف الشديد ، لم يكونوا بحجم كل تلك التضحيات الجسام التي قدمها الجنوبيين لهم على طبق من ذهب .
لم يكونوا بحجم حفنة تراب جنوبية طاهرة تحررت بسيل من دماء الشهداء والجرحى ، لم يكونوا بحجم آمال وتطلعات شعبهم البائس الجائع الفقير ، لم يكونوا بحجم المرحلة الراهنة الخطيرة الاستثنائية الأخيرة لعودة الدولة الجنوبية ، ومع هذا مصرين على أنهم رجال المرحلة وقادة المستقبل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه .