انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
مارأيتُ شخصاً تنازل أكثر من اللازم ...إلا وتم التنازلُ عنه . جبران خليل جبران
الرؤية الإستراتيجية هي عملية تقديم لمحة عامة عن المكان أو الموقع الذي تريد أن تكون فيه في وقت محدد من المستقبل ، أن من أبجديات أي رؤية جنوبية يجب أن يكون الشعب الجنوبي وتطلعاته وأهدافه والنهوض به من واقعه المأساوي المتردي ، وهذا مالم يحدث منذ ثمان سنوات عجاف مرت علينا كسبعمائة عام .
أن الاستفراد بالقرارات المصيرية والتخبط والارتجال والمناورات الفاشلة لغرض الابتزاز وبطانة السوء والنفاق لمعظم الزعماء والقادة الجنوبيين سمة هذه المرحلة الراهنة للأسف الشديد ، التي دفعنا ثمنها باهظا جدا جدا كشعب وأرض دون أي أن يتحقق لنا أي من الأهداف الانية أو المستقبلية الإستراتيجية رغم كل تلك التضحيات الجسام ، والغالبية منهم سقطوا سقوط مدوي أمام المناصب والمال المدنس بكل أنواع الباطل والظلم .
فرطنا بدماء الشهداء والجرحى الذين قدموا حياتهم وعافيتهم من أجل هدف واحد وهو إستعادة دولتهم الضحية التي جنى عليها ساسة وقادة لم يكونوا أمناء على شعبهم ودولتهم ، واليوم للاسف الشديد قد يتكرر نفس المشهد السياسي والعسكري والدبلوماسي السابق في نفس المكان مع إختلاف الزمان والشخوص .
أستغلوا طيبة أو سذاجة الغالبية العظمى من الشعب ، الذي ينجر دائمآ وبسهولة تامة خلف أي شعارات أو هتافات أو إشاعات ليمجد ذلك الصنم وينسى واقعه المأساوي ، إستغلوه أبشع إستغلال وبصورة إنتهازية وصولية للوصول إلى مآربهم الخاصة فقط .
وهناك بعض من الأقلام المأجورة الرخيصة التي دافعت وتدافع عن مصالحها الخاصة المتجسدة في ذلك الصنم الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يفكر إلا بلغة أنا ، وبعد خراب مالطا وضياع الفرصة التي لن تعوض ، لن يعتذروا للشعب الجنوبي كسابقيهم أولئك الأثوار الذين تقمصوا ويتقمصون زورا وبهتانا جلباب الثائرين الشرفاء .
سيذهبون وسيغادرون إلى الإقامة الاختيارية في عواصم الشتات ورغد العيش الكريم ، ويتركون شعبهم البائس الجائع الفقير ووطنهم المنكوب دائمآ وأبدا يواجهون لوحدهم مصيرهم المجهول كالعادة ، وسيهتف ويطالب مرة أخرى ذلك الشعب الساذج كالعادة بأولئك الإنتهازيين الوصوليين للعودة مرة أخرى لقيادتهم ، لم أجد أي تفسير منطقي أو عقلاني لهكذا ظاهرة غريبة وعجيبة .
التأريخ يعيد نفسه في جنوب اليمن فقط ، لأننا لم نتغير أو نغير من فهمنا للواقع والبحث عن مخارج وحلول عملية وواقعية للخروج من هكذا دوامة ، نكرر أخطاء الماضي في حاضرنا دون تقييم أو تصحيح ، وكأنها جينات وراثية تسيطر على تفكيرنا وسلوكنا وطريقة عيشنا ، على الإنتهازيين الوصوليين العودة إلى وطنهم وأسرهم إلى العاصمة عدن والاستقرار بها أو تقديم إستقالتهم وإعتزال النشاط السياسي إلى الأبد ، لا يوجد نضال ومناضلين عبر الأثير ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية .
كما أن الإسناد الجوي مهما عظم لا يصنع النصر بدون قوات برية تحكم قبضتها على الأرض ، أيضا لا يمكن لقيادات هاربة أو مهاجرة أن تقود شعبها ووطنها الى بر الأمان أو تستقل بقرارها وفق مصالح شعبها ووطنها ، بعض العواصم فتحت أبوابها في مرحلة حرجة وصعبة لأسر تلك القيادات فقط ، لكي تتفرغ تلك القيادات لمواجهة ومجابهة تلك المخاطر في وطنها بأريحية تامة ، لم تتوقع تلك العواصم أن تتخذ تلك القيادات عواصمها كوطن بديل للأبد ، ولم تتوقع أن يتاعظم ذلك الهروب الكبير لمعظم الزعماء والقادة وأسرهم وأقربائهم وبطانة السوء والنفاق ، وبالتالي دفعت تلك العواصم ثمنا باهظا جدا جدا لتلك الخطوة غير محسوبة النتائج والعواقب ، هل تعيد تلك العواصم حساباتها وتتخذ قرار صعب للغاية ومؤلم .