انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
شكرآ لأنك أيقضت شعب أدخلوه عنوة في دوامة الفقر والجوع وإنهيار شبه تام للقدرة الشرائية والخدمات وحرب الرواتب من أجل تركيعه لتمرير أجندات ومشاريع إنتهازية خاصة بهم ، شكرا لانك أيقضت شعب بتوقيت جدا مهم وخطير للغاية بسبب قيادة لم تكن بحجم المرحلة الراهنة الخطيرة وقدمت تنازلات لا حصر لها ، أيقضته في مرحلة أوشك أن يخسر فيها البقية الباقية من وطنه الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل يوم كان قاب قوسين أو أدنى لإستعادة دولته الجنوبية الضحية .
كتبت منشور قبل أربعة أيام تقريبآ حول لا يمكن للعليمي العودة إلى العاصمة عدن دون تقديم إعتذار رسمي للجنوبيين والجنوب حول تصريحه المستفز في صحيفة الشرق الأوسط السعودية ، رغم أني كنت أتمنى عدم عودته وحكومته الى عدن نهائيا بسبب ما نعانيه بسببهم كشعب وأرض ، البعض قد يحمل العليمي لوحده كامل المسؤولية وهذا خطا فادح ، أولا العليمي لم يصرح عبر برنامج متلفز مباشر حتى نقول أنه أنفعل أو تحمس وأخرج ذلك التصريح من تلقاء نفسه .
التصريح كان عبر صحيفة الشرق الأوسط ، وبالتالي لن تطبع ولا أقول تنشر في صفاحتها أي مادة أو حتى إعلان دون المرور بهيئة التحرير والجهات الرقابية أكانت رئيس التحرير أم المشرف العام أم الجهات الأمنية المختصة ، وهذا يعني أن الرجل هناك من دفع به دفعا لتفجير تلك القنبلة الصوتية أو البالون لمعرفة ردة فعل الشارع الجنوبي .
من أرغم الخبجي على مغادرة عدن بسبب تصريحاته ضد العليمي ، هو ذاته من سمح له بالعودة على وجه السرعة إلى عدن بعد تصريحات العليمي ، وبالقريب العاجل أيضا سيعود رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي حسب توقعي ، كل من منع من العودة سيعود إلى العاصمة عدن ، والسبب يعود إلى أن ماقبل تصريحات العليمي ليس كما بعدها ، فالمتغيرات الطارئة والكبيرة أظهرت حجم الاستياء والسخط العارم لدى عامة الجنوبيين من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والشرعية برئاسة العليمي وكذلك قيادة المجلس الإنتقالي الجنوبي التي كان يعول عليها الشعب كثيرا لنصرته وتحقيق أهدافه أو بعض منها وخذلته .
الشعب الجنوبي بكافة فئاته وأطيافه وصل لمرحلة متقدمة من الوعي والادراك أن الكل دون استثناء صاروا أعدائه وسبب فقره ومعاناته ومأساته وشقائه ، وبالتالي كنا ذاهبون إلى ثورة تصحيحية تزيح الكل في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، وتنصيب قيادات ميدانية جديدة مشهود لها بالكفاءة والمهنية والحكمة والوطنية ، وهذا مالا تتمناه المملكة بهذا التوقيت بالذات .
ان أي قيادة جديدة من الداخل لا تربطها بالتحالف العربي أي إتفاقات أو تحالفات أو تبعية ستشكل تهديد كبير لمسار مشاورات مسقط وغيرها من الاجندات الإقليمية والدولية ، وتعيد التحالف إلى المربع رقم واحد ، وقد تفتح تلك القيادات قنوات اتصال مباشرة مع مليشيات الحوثي في أراضي حدودية بين الشمال والجنوب لبلورة إتفاق سلام يحدد ملامح مرحلة جديدة بين الشمال والجنوب ، وهذا يعني أيضا خسارة التحالف لجميع لاعبيه وأوراقه في اليمن بعد ثمان سنوات من الحرب .
لهذا يفضل التحالف اللاعبين السابقين الذين يعلم علم اليقين بكيفية التعامل معهم وبطريقة تفكيرهم وإمكانياتهم السياسية والإدارية والعسكرية ، على المجلس الإنتقالي الجنوبي أن يتلقف هذه الفرصة اليتيمة الوحيدة في هكذا مرحلة صعبة وخطيرة عاشها رموز وقادة الإنتقالي ، بسبب نية وفعل الطرف الاخر الذي دشن مرحلة ما بعد المجلس الإنتقالي وطي صفحته كما كان يخطط له .
على الزبيدي ورفاقه تغيير أسلوب تعاملهم وتعاطيهم مع التحالف العربي ، وتغيير التكتيك من التبعية المفرطة والارتهان المذل إلى الندية والشراكة الحقيقية ، ان هيكلة المجلس الإنتقالي الجنوبي على أساس وطني ومهني لا تدوير المدور ليبقى الحال كما هو عليه أصبح ضرورة ملحة الان .
أعتذر العليمي ومن ورائه الذين دفعوه إلى التصريح ، ولسان حالهم يقول آستراحة محارب قبل العودة الى إستنئاف جولة جديدة من الدسائس والمؤامرات ، إعادة وليس عودة القيادات بمحض إرادتهم من أجل أن يمتصوا حماسة ونقمة الرأي العام الجنوبي ليعاودوا الكرة مرة أخرى بمشروع مفخخ جديد كإتفاق فخ الرياض ومشاوراتها ، يجب أن نصل لقناعة تامة أن الجنوب لن يعود من بوابة الجارة مطلقا ، أما حليفنا الوفي دائمآ وأبدا الإمارات العربية المتحدة قدمت الكثير والكثير ولم ولن تأخذ منا أو من أرضنا ربع ما قدمته ، هذه رؤيتي وقناعاتي في دور الإمارات التي قدمت الغالي والنفيس وزج بها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل ، وخسرت من خيرة شبابها ورجالها في تحرير الاراضي الجنوبية وغير الجنوبية المحررة ، ودفعت ثمن ذلك التورط من أمنها وإستقرارها الذي تعرض للخطر عدة مرات بسبب هذه الحرب .
على القيادات الجنوبية والنخب السياسية والأمنية والعسكرية وغيرهم أن يعلموا أنه طيلة سنوات الحرب الثمان لم ولن نجد حليف أو شريك وفي وصامد رغم الأثمان الباهضة التي دفعها سوى الإمارات ، ومع هذا لم تتخلى عنا للحظة رغم الضغوط الكبيرة من قبل قوى محلية و إقليمية ودولية ، وبالتالي علينا أن نكون عند حسن ظن من ساعدنا وآزرنا .