انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
من لا يعرف وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي ، جنوبي الهوى والهوية ، قاتل بجدارة في حرب صيف 94م ، وفضل مغادرة اليمن بشمالها وجنوبها لعقود من الزمن على أن يرضخ لعروض ومغريات عفاش كالاخرين ، وعاد وعين وزيرا للدفاع في حكومة بحاح للشراكة ، وأجبر قسرا على حضور الاجتماعات واللقاءات وترأسها وبجواره أبو علي الحاكم والشامي وغيرهم بعد سيطرة مليشيات الحوثي على صنعاء ، غادر صنعاء هاربا عبر الحديدة وفقد بعض مرافقيه الذين قتلوا أثناء عملية هروبه ومنهم الشهيد ناصر علي جاحص رحمة الله عليه .
وعاد إلى العاصمة التعيسة عدن ليرتب صفوف الجنوبيين للمعركة القادمة الاشد خطرا على الجنوبيين من معركة صيف 94م ، دفع بكل ما يملك من رجال قبيلته وغيرهم من الصبيحة الذين كان يعول عليهم كثيرا في معركته القادمة بعد تخاذل الآخرين عن اللحاق به ، وعند هروب لجان أبين الشعبية وقبائل شبوة وغيرهم بعد الوعود العرقوبية بحماية العاصمة عدن أثناء تواجد الرئيس السابق هادي ، بقى وحيدا ورفيقه فيصل رجب في مواجهة جيش الرئيس الراحل عفاش ومليشيات الحوثي .
إلى أن تم أسره ومن برفقته بلحج ، ثمان سنوات من الأسر لم يحظى الصبيحي الوزير والثائر ورفاقه بأي إهتمام يليق بهم من قبل الشرعية المهترئة المتواطئة أو حتى التحالف ، لم يكونوا ذات أهمية تذكر بالنسبة لهم ، بل العكس خروجهم سيسبب لهم خطر داهم أشد من خطر مليشيات الحوثي ، من حيث تنظيم القوات المسلحة الجنوبية بطريقة مهنية عسكرية بعيدة عن المناطقية والشللية والجهوية .
الصبيحي جابها من الأخير بدون لف أو دوران ما يدور خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة ، ورفض الإقامة الاختيارية في الرياض أو حتى في العاصمة عدن ليستقل بقراره ، كما رفض جميع عروض مليشيات الحوثي بتعيينه في مناصب عليا كباقي جنوبيي صنعاء ، وفضل الأسر أو حتى الموت على أن يتخلى عن مبادئه وأهدافه .
كلنا نعلم ونحاول جاهدين الهروب من مواجهة الحقيقة والواقع المرير ، كما قلت وكتبت مرارا وتكرارا أننا ذاهبون إلى باب عبدالملك الحوثي بصنعاء مرة أخرى إذا لم نستقل بقرارنا بعيدا عن الكل ، ومن يخالفني الرأي عليه إعلان إدارة ذاتية للجنوب اليوم وليس غدآ ( كإقليم كردستان وأقاليم أوكرانيا وغيرهم ) وليس إنفصال أو فك الارتباط .
باب اليمن في عدن يا رفاق ، من رئيس المجلس الرئاسي الى رئيس مجلس النواب إلى رئيس الوزراء إلى من ومن ، هؤلاء رمزا للوحدة اليمنية وحراسها بحماية ورعاية المملكة والإقليم والعالم أجمع ، هؤلاء من مكنوا الحوثي من رقابنا وموانئنا وخيراتنا ومواردنا المالية طيلة سنوات الحرب الثمان العجاف ، نكلوا بنا بعقر دارنا تارة بأسم الخدمات وتارة أخرى بالرواتب ، لم يطالبون بمدنا بمنظومة دفاع جوي لنحمي بها موانئنا ومطاراتنا ومواقعنا الإستراتيجية ، إنهم يضعفونا بغية تسهيل عملية الانقضاض علينا بأي وقت ، متناسين أننا بفضل الله شعب جبار لا يقهر ولن يقهر مرة أخرى بإذن الله تعالى .
لن تعود مليشيات الحوثي إلى عدن والجنوب ومن شايعهم على متن الدبابات كما يتصور البعض ، سيعودون مثل ما عادت الشرعية إلى عدن وباقي المحافظات الجنوبية عن طريق الخديعة والمكر أو كما يسمونها الشراكة في السلطة وتقاسم الثروات والموارد .