انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
ستظل الرياض في جنوب اليمن تناور وتناور إلى مالا نهاية ، تارة بأسم إتفاق الرياض وأخرى بالمجلس الرئاسي وحكومة شراكة جمعت كل أنواع الفشل والفساد والتخبط والضياع ، من أجل هدف واحد لن يتحقق وهو السيطرة سياسيا وعسكريا على جنوب اليمن بعد ضياع شماله .
تناور وتحاور وتشاور بدون أي رؤية أو هدف إستراتيجي رسمته أو حددته مسبقا ، إستراتيجيتها مبنية على ردود أفعال آنية لمجاراة مجريات الأحداث المتسارعة ، إتفاق الرياض بعد إنقلاب أغسطس المشؤوم والان هيكلة مجلس القيادة الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة لاحتواء وتفريغ زخم هيكلة المجلس الإنتقالي الجنوبي والتطورات على الساحة الحضرمية ، المتفاوضون المتحاورون لا يدركون أن الدقيقة والساعة بالنسبة للشعب كالمائة سنة ، بسبب ما يعانيه من جوع وفقر ومرض وإنفلات أمني وتدهور للقدرة الشرائية بصورة يومية والخدمات ، لهذا يتم تنويمهم وتخذيرهم من في الرياض بملفات ومقترحات ومشاريع لا أول لها ولا أخر ، الى أن ينتفض الشعب على الجميع دون إستثناء .
تحاول الرياض إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي من خلال دعوة أعضاء المجلس الرئاسي الى الرياض وممارسة إستراتيجيتها القديمة بالرهان على تضييع الوقت لقتل معنويات خصومها ، وتحديدا تدمير المكاسب التي حققها مؤخرا المجلس الإنتقالي الجنوبي بهيكلته الأخيرة ودورته الاستثنائية المميزة بالمكلا .
من السهل الصعود للقمة متى ما توفرت الأسباب والظروف والدعم اللا محدود ، لكن من الصعب كثيرا الحفاظ على بقائك بتلك القمة لأطول فترة ممكنة دون مساعدة ومؤازرة وإلتفاف الحاضنة الشعبية المحلية ، شعوب العالم قاطبة لها تاريخ وذكريات ومنجزات قديمة مشرفة وغير مشرفة ، ولكن الحاضر والمستقبل لدى شعوب العالم قاطبة أهم عندها من الماضي .
لهذا على المجلس الإنتقالي الجنوبي تغيير أسلوبه وتكتيكه الذي أثبتت الأعوام الماضية فشله الكارثي على الجنوبيين والجنوب ، وكذلك تغيير إستراتيجية التعامل والعلاقة مع التحالف و المجلس الرئاسي قبل فوات الآوان ، حرب الخدمات المفتعلة والرواتب هي الإستراتيجية القائمة والوحيدة لدى الشرعية والرياض لافشال وسلخ الإنتقالي الجنوبي عن حاضنته الجماهيرية للانقضاض عليه لاحقا ووأده .
وبالتالي على الإنتقالي إدارة الأزمة المستجدة بالرياض لصالحه ولصالح حاضنته ، من خلال تبنيه ملف الخدمات والرواتب كأهم ملف له الاولوية المطلقة بهكذا وضع مزري وكارثي للغاية في المناطق الجنوبية المحررة وتحديدا في العاصمة عدن .
يستطيع الشعب ترحيل وتأجيل قضاياه السياسية دون التفريط بها بالطبع ، لكن لا يستطيع أي شعب بالعالم ترحيل أو تأجيل متطلباته الحياتية الأساسية مهما كانت الظروف والمؤامرات والدسائس المفتعلة ، ولهذا على الساسة الجنوبيين مراعاة هذه الجزئية الهامة جدا جدا ، ناهيك عن مراعاة وضع الشعب الجنوبي الكارثي والماساوي حاليآ ، وعدم تركه وحيدا يواجه مصيره المجهول كالعادة .
أربع سنوات كافية وكفيلة لازاحة رئيس وزراء لم ولن يتعلم أبجديات رؤساء الحكومات في وضع إستثنائي خطير للغاية ومعقد ، بل العكس من ذلك عمق جراح مواطنيه وزاد من تعاستهم وبؤسهم لإرضاء ولاة أمره ، وبالتالي نحن أمام مستجدات معيشية وحياتية خطيرة لا تقبل التسويف والترحيل والمماطلة .
إن تغيير رئيس الوزراء وحكومته العرجاء مع السير في إجراءات تغيير محافظو المحافظات الجنوبية ومدراء الأمن بمن فيهم العاصمة عدن ، بات ضرورة ملحة بعد التدهور الكبير بقطاعات الخدمات والأمن العام بسبب الفشل وتفشي الفساد بصورة لا مثيل لها .