تحالف المثلث

اعادت معركة القدس القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث لتصبح قضية العالم الاولى وتراجعت كل القضايا والنزاعات العالمية الدبوماسية والسياسية والاقتصادية  وعلى مدى عشرة ايام نسي العالم  وباء كورونا وتراجعت كل الملفات :الملف الايراني وملف الاتفاق الافغاني -الامريكي وحرب امريكا الاقتصاديه مع الصين ونسيت اوروبا قضية المدعو نافالني...  كل هذا حصل بفضل صواريخ المقاومة الفلسطينة التي جعلت العالم يقف على رجل واحده قلقاً وحائراً حيث عجز مجلس الامن على مدى عشرة ايام عن اتخاذ قرار او اصدار بيان  بسبب اعتراض صوت امريكا  ضد 14 صوتاً في مجلس الامن لكي تعطي الصهيوني السفاح نتنياهو المزيد من الوقت لقتل المزيد من الاطفال  والنساء والحوامل والمعاقين  وتدمير المنازل والابراج السكنية والمستشفيات والمدارس والجمعيات والمؤسسات والمزارع وهدم البنى التحتية  وضرب مكاتب وسائل الاعلام حتى لا يكون هناك شاهد و موثق لجرائم الصهاينة.. واظهرت الاحداث بانه ليس امريكا وحدها فقط  تتضامن مع دولة صهيونية عنصرية , بل ان هناك حلف ثلاثي قذر تم نسجه بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية والصهيونية العربية وقد ظهر جلياً وواضحاً بعد تطبيع الحكام المتصهينين  مع العدو المحتل للارض والمقدسات والاعتراف المجاني  منهم وتبادل السفراء ,هذا التحالف سعى بكل قوة لتهويد القدس وتمرير صفقة القرن ووأد المقاومة الفلسطينية فجاءت الاحداث على عكس ما اشتهاه هذه المثلث القذر فقد شهد العالم مظاهرات وتأييد منقطع النظير في كل بلدان العالم  بل وافرزت الاحداث بداية تغير وملامح لتشكل نواة لقيادات امريكية جديدة اكثر انسانية ورفعت صوتها في الكونجرس الامريكي لتطالب بعدم الانتقائية في التعامل مع قضية حقوق الانسان وطالب النواب بوقف تمريرصفقات الاسلحة لدولة عنصرية تستخدم السلاح لقتل المدنيين.

وسواءا توصلت مساعي بعض الدول لوقف اطلاق نار طويل المدى  او هدنة مؤقتة الا ان الشي الذي لا يجب ان يرضى به الفلسطينيون هو عدم تجزئة  القضية الرئيسية الى قضايا وانما يتم معالجة لب القضية  في اقامة دولة فلسطينية  وحل قضية القدس واللاجئين  وايقاف الاستيطان  وهدم حاجز الفصل العنصري ومعالجة قضية الاسرى وتفعيل قرار محكمة الجنايات الدولية  ويتم  كل ذلك وفق ضمانات دولية ووضع الية مزمنة وبقرارات من مجلس الامن ملزمة التنفيذ .

ولا يجب العودة الى وضع ماقبل يوم 10 مايو2021م ولكي تبقى القضية في الواجهة وضاغطة فيجب ان تستمر ساحات فلسطين في الضفة واراضي 48 في حالة زخم  ومشتعلة فهذا ماسيتعب العدو الصهيوني ويستنزف قدراته ويجعل الوضع الامني مقلقا فقد الحقت صواريخ المقاومة الفلسطينية ضربات موجعة  بأمن العدو الصهيوني الداخلي واقتصاده وشلة حركة الطيران في مطاراته وعطلت السياحة وتضررت المؤسسات الاقتصادية واظهرت عجز مؤسسته العسكرية التي طالما تباهى بها .لقد اظهرت الاحداث تفوق استراتيجية المقاومة الفلسطينية على استراتيجية العدو الصهيوني بتحالفه الثلاثي في الميدان ويبقى من المهم كسب استراتيجية السياسة لتعزيز نجاحات استراتيجة العسكرة .

ان معركة القدس قد ربما تخلق ازمات داخلية للكيان الصهيوني لن يبرأ منها بسهولة ولربما تكشف التحقيقات واللجان التي ستحقق في كل ماجرى وتقوم بتقييمه وتقييم الاداء السياسي والعسكري لتطيح برؤوس سياسية وعسكرية من المؤسسة الصهيونية بشكل عام.

مقالات الكاتب