سقط هبل

يحكى ان رجلاً يدعى عمرو بن لحي الخزاعي هو اول من ادخل عبادة الاصنام الى الجزيرة العربية باحضاره الصنم هبل من الشام ثم سارت قبائل اخرى على نفس المنوال فاصبحت لديهم مناة واللات والعزى حتى صار عدد الاصنام نحو360 صنماً, فحدث تحول سلبي خطير في حياة الناس وانحراف في معتقداتهم حتى جاء الاسلام فاسقط كل الاصنام. ومن صدف التاريخ ان يجلب من الهند الى احدى الدول في الجزيرة العربية اصناماً في زمن التقدم العلمي الهائل وفي زمن وصل فيه الانسان الى القمر ويحاول للمريخ وبقية الكواكب بفضل تطور معارف الانسان وامتلاكه ناصية التكنولوجيا.

 ولأن الاصنام لا تحسن حتى الدفاع عن نفسها فيصبح تدميرها و سقوطها سهلا ً فبالامس القريب سقط هبل الصهاينة المدعوبنيامين نتنياهو وصنم المطبعين كما سقط قبله هبل العنصريين في امريكا دونالد ترامب وسار نتنياهو في سقوطة على نفس خطى سقوط ترامب بل وتقمص سلوكه في التمنع والتكبر والاستهزاء ,حتى لقي نفس المصير واصبح خارج التاريخ والسلطة يبحث عن دور آخر ليعيده للسلطة ,وقبله قال ترامب في عام 2016م وحتى قبل ان يدخل البيت الابيض ويتسلم السلطة رسميا ً في دورته الاولى الممتده لاربعة اعوام, قال بانه سيرشح نفسه لانتخابات 2020م وسيفوزولكنه سقط هكذا الغروروعدم القرائة الصحيحة للمتغيرات على ارض الواقع.

ونتنياهو كان يتبجح بعد الانتخابات بانه سيعود رئيساً للوزراء وظل يراهن على الزمن والازمات الداخلية التي يثيرها داخل الكيان الصهيوني وعلى تفتيت التحالف ضده ,لكن كل ذلك ذهب ادراج الرياح ولم يستطع توفير صوتاً واحداً فقط وهو الفارق بينه وبين الصهيوني بينت في تصويت البرلمان هكذا تعيد الدول والاجهزة خلط الاوراق عندما يصبح الافق مسدود وتصبح بعض الاشخاص عبيئأ على المشهد السياسي ,عندها يلجأوا الى طرق التفافية للوصول الى الهدف وهذا مالعبتة رموز المسرح السياسي في الكيان الصهيوني بضوء اخضر من جهات نافذة في مراكز صنع القرار في اوروبا وامريكا وروسيا.

ولكي يكتمل المشهد ونفهم واقع ماجرى فلنتأمل تصرفات الرئيس الامريكي جو بايدون بعد فوزه ودخوله البيت الابيض حيث مضى شهر قبل ان يتصل بالمتغطرس نتنياهوكتأديب له ولكنه اتصل يوم 13 يونيوبعد ساعتين فقط من فوز نفتالي بينت وتسلمه رئاسة وزراء الكيان الصهيوني.

ماذا يعني هذا؟.

 هذه رسالة واضحة لتننياهو بان بايدن غير ترامب وليس لعبة بيده فقد اختلفت الادوار واختلفت الاحزاب ,فالحزب الديمقراطي يعيش حالة مخاض ولم يعد في قبضة الصهاينة تماماً ,ففيه اليوم جناح يساري انساني يرفض الظلم ويأبى التبعية العمياء وتوظيف امريكا كحارس لمصالح الكيان الصهيوني

ويناضل ضد العنصرية,نتنياهو واتباعه من المطبعين الذين راهنوا عليه ذهبت احلامهم المبنية على الرمال كما ذهبت مع ترامب ولم ينقذوا نتنياهو بهرولتهم بل ساءوا الى تاريخ بلدانهم وجعلوا انفسهم في وضع المُحتقر من قبل شعوبهم وشعوب الامة ولم يكن لاتفاقاتهم اي قيمة سياسية او انتخابية تساعد نتنياهم, بل ان الوقاحة وصلت باحد وزرائهم المطبعين بأن صرح قبل يومين لموقع الجالية اليهودية الامريكية بان يطلب ماخجلت دول حليفة للصاهينة ان تطلبه او تتفوه به كعربون عمالة لم يسبقهم اليه احد من العالمين؟ فعندما لا تحتكم السياسه الى قيم ومباديء ولا تلتزم بخطوط حمراء تصبح مستنقع للانحطاط. 

 وهاقد ذهب ترامب وتبعه نتنياهو وسيتبعهم غيرهم من رؤساء الغرب العنصريين والمعادين للقضايا العربية والإسلامية وخرجت القضية الفلسطينية منتصرة واكثر قوةٍ واكتسبت مزيداً من الزخم الوطني والتعاطف العالمي وبدأت تتفكك عربات قطار صفقة القرن ولاعزاء للعملاء والادوات الرخيصة في مشروع الصهاينة وسينتصر الاحرار وستنتصر فلسطين باذن الله ولو بعد حين.

15-6-2021

مقالات الكاتب