الحوار الذي نريد

لا يوجد بلد يعاني من ازمات داخلية الا ولجأ الى الحوار في آخر المطاف بعد ان جربوا وسائل العنف والتدمير وغالباً بدفع خارجي ولتنفيذ مصالح لاتمت الى المصلحة الوطنية بصلة

 وبلدنا ليس استثناء من هذه القاعدة ,ورأينا حوارات جرت في الماضي ونرى اليوم بعض البلدان لجات في اخر المطاف الى الحوار علها تصلح ما افسده العنف والاقصاء والتهميش.

طرحنا رؤيتنا مباشرة بعد انتهاء الغزو الحوثي -العفاشي في عام 2015م  وقلنا بان القفز على ارادة شعب الجنوب ومشروع الحراك الجنوبي لن يكتب له النجاح وعندما حاولت كل جهة تجيير الاوضاع بعد الحرب لصالحها ودخلت قوى لاعلاقة لها بثورة الجنوب واستسهلت مسألة بلع الجنوب ومضت السنين فازدادت الاوضاع تعقيداً وظهر فشل الجميع  في كارثية وماساوية الاوضاع التي لم ينجح احد في علاجها.

وفي ظل هذه الاوضاع المتردية جاءت نية الحوار من قبل المجلس الانتقالي وأُصدر قرار وشُكلت لجنة , مما يعني جدية المجلس في رؤية الواقع كما هو لا كما يزينه له بعض المطبلين والمزمرين الذين هدفهم الاول هو فقط الحفاظ على مصالحهم الذاتية.

 ونحن كغيرنا رحبنا بهذا التغيير وهذه الروح الجديدة بشرط ان يكون الهدف واضحاً وهو استعادة دولة الجنوب وان يعيد المجلس قراءته للواقع ويستخلص العبرة وان يقف وقفة نقدية من تجربته الماضية.

ولكي يسير الحوار الذي نريد  في الطريق السليم  ويعطى للحوار زخم حقيقي وجدي فاننا نرى بان يبدأ المجلس بجملة من الخطوات تظهر حسن النية وجدية التغيير وفي مقدمتها اطلاق سراح المعتقلين وفتح المحاكم والنيابات ومنع المداهمات الا بامر من النيابة والقضاء 

ووقف تعطيل الدراسة والانخراط في معالجات جديه للغلاء واستقرار قيمة العملة وتسليم الناس رواتبها فورا وبشكل منتظم ومعالجة اوضاع الخدمات دون ابطاء لان هذه هي هموم الناس وهي مربط الفرس.

الدكتور- الخضر محمد الجعري

مقالات الكاتب