ثورة الجيوب وحوار الخيانة والغدر

قلوبنا تقطر دم، يوم حزين وليلة كئيبة أخرى من ألف ليلة وليلة يصنعها تحالف العربان وينفذها أحقر احتلال على وجه الأرض -الاحتلال الزيدي الهمجي-
يحدث هذا عندما نامت ثورة الجنوب وتحولت لثورة جيوب وعمالة وارتزاق.

ماذا تبقى لنا كجنوبين؟! 
لقد صار الجنوب كبش فداء ومكب لكل نفايات الارض، مؤامرات قذرة يحيكها الإقليم والعالم بأذرع التخلف والبهائم شمالا وجنوب.

لم يعد باستطاعتنا الكتابة إلا تكلفا، فرؤوس أبناء الجنوب تتطاير كفقاعات صابون في قاعدة العند اللعينة، وأشلاء كشضايا البلور المكسور، شباب في عمر الزهور فرحين منتضرين راتب القرن نصف مليون ريال ولأول مرة يحصل هذا منذو زمن طويل ومع أنه راتب متواضع مقارنة بقيمة العملة إلا أنه كان فاتحة خير لكثير من الجنود.

المحزن جدا أن البعض لقي مصيره قبل حتى أن يستلم الراتب، كانت هواجسهم محملة بالأمل كانوا عازمين على تسديد ديونهم وادخال السرور لأهاليهم وأطفالهم وإخوانهم وزوجاتهم.

آه آه ياوطني الجريح المفقود.

الحقيقة المؤلمة أن ضحايا الصواريخ والتفجيرات من أبناء الجنوب أكثر من ضحايا الجبهات والمواجهة.
واضح جدا أن الجنوب كله على بعضه مخترق حتى حماماتنا وغرف نومنا لم تعد آمنة، وكما أسلفنا في مقدمة المنشور، الجنوب صار مكب للنفايات أمام أعين قيادتنا العسكرية والمدنية.

كتبنا عن هجرة الأفارقة وخطرهم ولم ينصت لنا أحد، من سمح لهم باجتياز البحار والوصول لاراضي الجنوب؟!

كتبنا عن النزوح الوهمي والسياسي لأبناء الاحتلال اليمني وكيف قطعوا أنفاس عدن وغيروا وجهها المدني والجغرافي ولم ينصت لنا احد.

من أوقف الدماء في عروقكم؟! الريال أو الدرهم أو الدولار؟!

سرقتم الوقت تحت شعارات ثورية لا تسمن ولا تغني من جوع، ذهبتم لحوار أطرش غير متاكفئ وعدتم لنا بخفي حنين.

على ماذا تحاورتم والاحتلال بمساعدة من نسميهم أشقاء وتحالف يخنقنا من كل المنافذ،

قيادات قديمة جنوبية ارتكبت كل الجرائم والمؤبقات بحق شعب الجنوب ثم ذهبت وهاجرت  وتركت الشعب يصارع مخلفات حكمهم الفاشل القذر، ولم يكتفوا بعار الهزائم والنكبات والفضائح، بل ظلوا في بلد الاغتراب والذل ينشرون غسيلهم الملوث ويصتنعون المشاكل ويصدرون الفتن من خانات الرجس وفنادق الدعارة.

يظهرون على شاشات القنوات بشكل مخجل ليبرروا خيباتهم المتلاحقة عبر الزمن، باعوا الأصابع وخلوا الجسم للديدان.

أما الحديث عن القيادات الجنوبية الجديدة حدث فلا حرج، ومنهم بالأخص القيادات العسكريه ٩٠ بالمئة منهم تحولوا إلى لصوص وبائعي عرض وأرض، هم لايفقهون بالقيادة شيئاً وليس لهم صلة بالشأن العسكري لا من قريب ولا من بعيد، معظمهم تحولوا لسماسرة أراضي وحراس لمصالح المحتلين.

لك الله ياجنوب والرحمة على الشهداء والشفاء للجرحى.

مقالات الكاتب