من يقف مع من؟!

كثير من الأقلام تطالب شعب الجنوب الوقوف مع الانتقالي هذا شيء جميل وإيجابي ونداء وطني وإخلاقي ومهني وأعلامي متميز. كثير من تلك الأقلام صادقة وشريفة ولكنها ترتكب خطأ كبير، فهي ترسل تهم باطلة لشعب الجنوب العظيم الصابر المصابر، ومفاد هذه التهم التشكيك بموقف شعب الجنوب الراسخ والثابت من قضاياه التاريخية والوطنية ومنها حقه في التحرر ونيل الاستقلال وبناء دولته ذات سيادة وحدود وهوية.

وهناك أقلام تكتب لمجرد إنها تكتب وتفتقد للعمق الجوهري للقضايا وتأزم المشهد السياسي جنوباً، وليس لها القدرة على التفسير والتحليل المنطقي للأحداث القائمة في الجنوب، وهذه النوعية من الأقلام ضررها أكثر من نفعها على القضية الجنوبية.

أما النوع الثالث من الأقلام وهي أقلام الهوشلية والتطبيل للانتقالي، والتعصب الأعمى للانتقالي مهما كانت السلبيات والهفوات والاخفاقات على الواقع، هذا لا يهمه أبداً مطلقاً، الأهم من كل شي أنه لا يغلب مجرد النقاش والحوار والنقد البناء على مجريات الأحداث ويعتبر من وجهة نظره أن الانتقالي خط أحمر أو كأنه شاحنة نفط يمنع الاقتراب منها؛ فهذه النوعية من الأقلام أمّا إنها مأجورة بالفتات أو إنها حمقى وجاهلة لا تعي ما تكتب، وبالتالي ضررها مميت وقاتل للقضية الجنوبية بشكل عام وللمجلس الانتقالي على وجه الخصوص.

نقول للذين يطالبون شعب الجنوب أن يقف مع مجلسه الانتقالي أن هذه دعوة باطلة وظالمة، إنها أشبه بشهادة الزور تماماً، فشعب الجنوب البطل الثائر الصابر لا يضاهيه شعب على هذه المعمورة، لقد ضرب أروع الأمثلة بالصبر والتضحية والعطاء، وقدم قوافل من الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى في سبيل الثورة والحرية والكرامة، وظل شعب الجنوب رغم محاصرته والتنكيل به بابشع صور الممارسات الغير إخلاقية والغير إنسانية، ظل وفياً مخلصاً للجنوب وقيادته وما زال كذلك ولن يحيد.

وبقي السؤال العريض لأصحاب الأقلام التي تطالب بوقوف الشعب مع الانتقالي: نقول من يقف مع من؟! هل يقف الشعب مع الانتقالي وكيف يقف أكثر مما وقف؟! أو أن الصحيح والمنطق والحكمة هو أن يقف الانتقالي بكل قوة مع شعبه المطحون المغلوب على أمره؟!
لا داعي للنفاق وخلط الأوراق والإفتراء على الشعب وتحريف الحقائق.

من يقف مع من ؟!

مقالات الكاتب