أوجاع الجنوب واستثمارات الأشقاء

أكبر كذبة في الشرق الأوسط هي مصطلح (الأشقاء) أو عبارة الأشقاء، وأسوأ المعاملات يتلقاها أي عربي هي من عربي،
بلاد العربان هي سجن كبير يقيد فيه مستقبل الشباب وتموت على أسواره أحلامهم وتطلعاتهم في صنع الغد المشرق،
كل الدول العربية دون استثناء مشغولة في تدمير وافشال بعضها، وكل الدول العربية تصرف المليارات لا لشيء إلا لتعرف أحوال بعضها وتتخابر على بعضها، أنها مأساة حقيقية ترمي بظلالها على مستقبل ألف جيل قادم.
وبالعودة إلى الجنوب العربي وما تعرض له من أحداث مؤلمة لعقود طويلة آخرها نكبة ما يسمى الوحدة اليمنية، لم نستشعر موقف عربي يشفي الجراح النازفة لشعب كان شعارة الوحدة العربية وتحرير فلسطين،
فلم يكتف العرب بالمشاهدة والاستمتاع بالمعانأة وموت الإنسان الجنوبي على الطريقة البطيئة، لكنهم ذهبوا لأبعد من ذلك وهو استثمار الوجع الذي لازَم الجنوبيين لعشرات السنين فراحوا يقضون الطرف عن النكبة ويصورون الأمر للعالم كأنه عراك الأطفال على طبق الحلوى، وأنه اختلاف عائلي ليس إلا، بل ذهبوا لما هو أخطر من ذلك، فراحوا يتقاسموا مع المعتدي الكذّاب ثروات شعب الجنوب من خلال ابرام الصفقات الظاهر منها والباطن دون أن يتحصل الشعب على أدنى مردود يذكر من تلك التجارة الغير قانونية والغير أخلاقية.

دعم الجنوب والحديث عن الوقوف إلى جانبه ومكافحة الإرهاب وكسر المد الفارسي والحفاظ على ما يسمى الأمن القومي العربي، كل ذلك عبارة عن أنغام وإيقاعات تخدر منها الشعب طويلاً ورقص عليها المفوض كثيراً حد السكر والثمالة وصدقها حد السذاجة والغباء المفرط.

أننا بجد نأسف عند حديثنا عن الأشقاء الذين عجزوا عن مساعدة الجنوب والعمل على إيجاد حل لقضيته العادلة، نأسف أنه على حقيقة الأمر لا يوجد لا شقيق ولا رفيق ولا صديق، الكل يستثمر المعاناة،
انظروا إلى قطر مثلاً، فهي كل همها هو إيقاف الحرب في اليمن ولو مؤقتاً حتى تمرر إقامة كأس العالم المقام على أراضيها ولا ترغب بوجود أي مخاطر تؤثر على البطولة لأن الدول المشاركة لا يمكن أن تلعب فرقها في منطقة مشتعلة بالحروب وغير آمنة فدفعت قطر كثيراً بالأطراف المتحاربة لقبول الهدنة وإطالة أمدها، أن الأهم بالنسبة لموزة قطر  هو نجاح كأس العالم وليس أن يسود السلام في المنطقة.

انظروا كذلك إلى مصر من أهم دول التحالف ولكنها تستثمر الوجع في الجنوب فتستقبل على أراضيها اللصوص وتسهل لهم الإقامة ليس لشيء أنما لتبيع لهم العقار بإسعار مضاعفة مع علمها أن تلك الأموال هي حرام ومن قوت شعب الجنوب،
فالتحالف والعالم لا يريدا إيقاف الحرب مطلقاً، لأنها تجارة رائجة لكنهم على استحياء من الشعوب يعلنوا عن هدنة هنا وعن تهدئة هناك، فلا تجد شقيق  ينصرك أو ينصفك أو ينقذك أو يعطف عليك أو أضعف الإيمان يتركك في حالك، جل ما يفعله الأشقاء مع شعب الجنوب هو استثمار الوجع، ولنا الله.

مقالات الكاتب